اخي الكبير ابو حسين .. انا كمان خايف
استمعت ، اصغيت ، اصخت السمع ، اختاروا ما شئتم من هذه الكلمات او زيدو عليها ان استطعتم ، المهم ان تطلقو العنان لحاسة الاحساس لديكم ، فشعر عبد الكريم السبعاوي لا يقرأ ولا يسمع لكنه يتغلغل في الوعي ويتسرب في اوردة وشرايين الادراك قطرة قطرة كذلك المساء الحزين الذي حمله ابو حسين في قصيدته الاخيرة ( الغريب ) ما لا يظاق من شجن ومرارة كانهما عصارة الفزع الاكبر ، وقد فزعت .. نعم بعد قصيدة الغريب هذه ، تملكني الرعب وارتعدت اوصالي هلعا وانا استشعر صوت عبد الكريم يتهدج وهو يخاطب الله ذاته ..
يارب ..
ضاق بنا الملكوت
الف سسياج
والف جدار اقاموا
وتغطوا وناموا
وتحت نوافذهم
الف طفل يموت
نحن نقول الشعر او نكتب الشعر لكن عبد الكريم السبعاوي (يلد الشعر) وبمخاض عسير ، وشتان بين طفل يركب عصا ويرخي الحبل لخياله فيوحي اليه بانه فارس الفرسان وبين فارس على صهوة جواده ويبتسم لنا مشجعا ، لكن الفارس لم يتنازل عن ابتسامته فقط لكني رأيته في هذه القصيدة ييضع سيفه جانبا ويميل بظهره الى الجدار شاخصا ببصره الى السماء ..
يارب ..
ضاق بنا الملكوت
يا ألهي .. كاني ارى اسماء بنت ابي بكر تدب بعصاها في بطحاء مكة لتنتهي الى جسد ابنها عبد الله المصلوب في زمن كزمننا هذا بلا قضية غير الصراع على كل ما هو زائل ، وترفع عينينها الكليلتان وتهمس على استحياء بمقولتها الشهيرة ” اما أن لهذا الفارس ان يترجل” !!
نعم ، قالها عبد الكريم السبعاوي اخيرا ، ولا تجادلون فما اقول عن عبد الكريم وشعره فليس منكم حتى اقرب الناس اليه من يعرف عبد الكريم وشعره اكثر مني .. ستون عاما او تزيد قد مضت على قصيدة عبد الكريم ( الغريب ) في هيئتها الاولى .. فتوة ، قوة ، اصرار وعزيمة ..
غريب فقير
يقولون عنه كلاما مثير
ويهمس بعضهم بأستياء
لماذا ومن اين جاء
هذا الغريب
الى ارضنا …
ويمضي عبد الكريم في وصف تطورات مسيرة هذا الغريب الفقير حتى يصل به الى قمة العنفوان الثوري فيقول :
يهز العروش ..
ويصنع لكل الطغاة النعوش
ويرقص قلبي الصغير طربا وانا ارى بنفسي ومباشرة ووجها لوجه هذه البشارة من عبد الكريم .. ويدور الزمان دورته على ذلك الغريب فأراه بعد زهاء اربعين عاما من مقارعة الدنيا بحلوها ومرها لايزال على فتوته وعنفوانه وهو يرسم شوارب لعنتر ..
يا طفل لسه في اللفايف
الملك خايف
والرئيس خايف
والقائد اللي انوزن بالاوسمه
خايف
وانت مش خايف
عذرا ابا حسين ، كان مش خايف ، قبل ان ( ينتف ) العرب شوارب عنترة شعرة شعرة ، كان مش خايف ، وانت لم تكن خائفا ولا انا ، لكنني وعن نفسي على الاقل اقولها الان .. انا خايف .. ولا ادري ان كانت محض صدفة ام ان القدر عن عمد وسبق اصرار قد قدم لي قصيدة الغريب الاخيرة في حزمة واحدة مع قصيدة في كوكب اخر وقصيدة من يكره امريكا ، ترتيب محكم يقول كل شيئ ويضع الامور في نصابها بكل وضوح ..
فهل عيل صبرك
ام عيل صبر الزمن
في كوكب اخر يتساءل عبد الكريم تساول العارف وعن يقين ، هل عيل صبرك ام عيل صبر الزمن .. تساول في محله والام لم تجد حولها احدا من ابنائها على كثرتهم عندما حم القضاء .. اما في قصيدة من يكره امريكا وختامها بجواب عبد الكريم ( لا يكره امريكا الا الشيطان ) فقد رايت عبد الكريم يقلب الطاولة ويمضي بعيدا وقد عدد كل خطايا ومثالب وأثام امريكا وهو يعلم ان لا جدوى من كل ذلك ، فلم لا ، ياسيدي لايكره امريكا الا الشيطان .. معلش يا ابو حسين يا بركه حقك على راسنا من فوق ، لكن يبدو ان غضبة ابا حسين في من يكره امريكا لم تكن عرضا زائلا لكنها محطة رئيسة من محطات الغريب على درب هذا الزمن الكالح .. حنانيك اخي ابا حسين وهون على نفسك، انا اعرف كما يعرف الجميع اننا قد ادمينا قروننا ونحن ننطح صخرة زمن ليس زماننا ، ومكان اخشى الا يكون مكاننا ..
هذه الارض ليست هي الارض
والناس ليسوا هم الناس
” اُحضرت الانفس الشح ”
واتسع الجرح ..
نعم اخي الكبير ، الارض ليس هي الارض والناس ليسوا هم الناس والجرح قد اتسع .. فلا تثريب على الغريب بعد ستين عاما ونيف ، ان يركن الى استراحة محارب ويشخص ببصره الى السماء ..
يارب ..
ضاق بنا الملكوت
الف سياج
والف جدار اقاموا
وتغطوا وناموا
وتحت نوافذهم
الف طفل يموت
Abdul karim 
اخي الكبير ابو حسين .. انا كمان خايف
استمعت ، اصغيت ، اصخت السمع ، اختاروا ما شئتم من هذه الكلمات او زيدو عليها ان استطعتم ، المهم ان تطلقو العنان لحاسة الاحساس لديكم ، فشعر عبد الكريم السبعاوي لا يقرأ ولا يسمع لكنه يتغلغل في الوعي ويتسرب في اوردة وشرايين الادراك قطرة قطرة كذلك المساء الحزين الذي حمله ابو حسين في قصيدته الاخيرة ( الغريب ) ما لا يظاق من شجن ومرارة كانهما عصارة الفزع الاكبر ، وقد فزعت .. نعم بعد قصيدة الغريب هذه ، تملكني الرعب وارتعدت اوصالي هلعا وانا استشعر صوت عبد الكريم يتهدج وهو يخاطب الله ذاته ..
يارب ..
ضاق بنا الملكوت
الف سسياج
والف جدار اقاموا
وتغطوا وناموا
وتحت نوافذهم
الف طفل يموت
نحن نقول الشعر او نكتب الشعر لكن عبد الكريم السبعاوي (يلد الشعر) وبمخاض عسير ، وشتان بين طفل يركب عصا ويرخي الحبل لخياله فيوحي اليه بانه فارس الفرسان وبين فارس على صهوة جواده ويبتسم لنا مشجعا ، لكن الفارس لم يتنازل عن ابتسامته فقط لكني رأيته في هذه القصيدة ييضع سيفه جانبا ويميل بظهره الى الجدار شاخصا ببصره الى السماء ..
يارب ..
ضاق بنا الملكوت
يا ألهي .. كاني ارى اسماء بنت ابي بكر تدب بعصاها في بطحاء مكة لتنتهي الى جسد ابنها عبد الله المصلوب في زمن كزمننا هذا بلا قضية غير الصراع على كل ما هو زائل ، وترفع عينينها الكليلتان وتهمس على استحياء بمقولتها الشهيرة ” اما أن لهذا الفارس ان يترجل” !!
نعم ، قالها عبد الكريم السبعاوي اخيرا ، ولا تجادلون فما اقول عن عبد الكريم وشعره فليس منكم حتى اقرب الناس اليه من يعرف عبد الكريم وشعره اكثر مني .. ستون عاما او تزيد قد مضت على قصيدة عبد الكريم ( الغريب ) في هيئتها الاولى .. فتوة ، قوة ، اصرار وعزيمة ..
غريب فقير
يقولون عنه كلاما مثير
ويهمس بعضهم بأستياء
لماذا ومن اين جاء
هذا الغريب
الى ارضنا …
ويمضي عبد الكريم في وصف تطورات مسيرة هذا الغريب الفقير حتى يصل به الى قمة العنفوان الثوري فيقول :
يهز العروش ..
ويصنع لكل الطغاة النعوش
ويرقص قلبي الصغير طربا وانا ارى بنفسي ومباشرة ووجها لوجه هذه البشارة من عبد الكريم .. ويدور الزمان دورته على ذلك الغريب فأراه بعد زهاء اربعين عاما من مقارعة الدنيا بحلوها ومرها لايزال على فتوته وعنفوانه وهو يرسم شوارب لعنتر ..
يا طفل لسه في اللفايف
الملك خايف
والرئيس خايف
والقائد اللي انوزن بالاوسمه
خايف
وانت مش خايف
عذرا ابا حسين ، كان مش خايف ، قبل ان ( ينتف ) العرب شوارب عنترة شعرة شعرة ، كان مش خايف ، وانت لم تكن خائفا ولا انا ، لكنني وعن نفسي على الاقل اقولها الان .. انا خايف .. ولا ادري ان كانت محض صدفة ام ان القدر عن عمد وسبق اصرار قد قدم لي قصيدة الغريب الاخيرة في حزمة واحدة مع قصيدة في كوكب اخر وقصيدة من يكره امريكا ، ترتيب محكم يقول كل شيئ ويضع الامور في نصابها بكل وضوح ..
فهل عيل صبرك
ام عيل صبر الزمن
في كوكب اخر يتساءل عبد الكريم تساول العارف وعن يقين ، هل عيل صبرك ام عيل صبر الزمن .. تساول في محله والام لم تجد حولها احدا من ابنائها على كثرتهم عندما حم القضاء .. اما في قصيدة من يكره امريكا وختامها بجواب عبد الكريم ( لا يكره امريكا الا الشيطان ) فقد رايت عبد الكريم يقلب الطاولة ويمضي بعيدا وقد عدد كل خطايا ومثالب وأثام امريكا وهو يعلم ان لا جدوى من كل ذلك ، فلم لا ، ياسيدي لايكره امريكا الا الشيطان .. معلش يا ابو حسين يا بركه حقك على راسنا من فوق ، لكن يبدو ان غضبة ابا حسين في من يكره امريكا لم تكن عرضا زائلا لكنها محطة رئيسة من محطات الغريب على درب هذا الزمن الكالح .. حنانيك اخي ابا حسين وهون على نفسك، انا اعرف كما يعرف الجميع اننا قد ادمينا قروننا ونحن ننطح صخرة زمن ليس زماننا ، ومكان اخشى الا يكون مكاننا ..
هذه الارض ليست هي الارض
والناس ليسوا هم الناس
” اُحضرت الانفس الشح ”
واتسع الجرح ..
نعم اخي الكبير ، الارض ليس هي الارض والناس ليسوا هم الناس والجرح قد اتسع .. فلا تثريب على الغريب بعد ستين عاما ونيف ، ان يركن الى استراحة محارب ويشخص ببصره الى السماء ..
يارب ..
ضاق بنا الملكوت
الف سياج
والف جدار اقاموا
وتغطوا وناموا
وتحت نوافذهم
الف طفل يموت
Saadou H Alsabawi